الأحد، 19 مايو 2013

صور و مقاطع

كتب الشاعر احمد شوقي هذه القصيدة مدحاً لسيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم.



معاني مفردات القصيدة


معاني المفردات:
(1) الرئم: الظبي الخالص البياض، القاع: الأرض السهلة المطمئنة،
البان: ضرب من الشجر، العلم: الجبل،
الأشهر الحرم: (أربعة) ثلاثة متتابعة هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم،
وواحد مفرد وخو رجب، وكانت العرب لا تستحل فيها الفتال.
(2) الجؤذر: ولد البقرة الوحشية، الأجم: جمع أجمة
وهي الشجر الكثيف الملتف وهو مسكن الأسد.
(3) رنا: أدام النظر مع سكون الطرف،
يا ويح: الشدة والمكروه.
(4) جحدتها: الجحود هو الإنكار مع العلم.
(5) الشيم: جمع شيمة وهي الخلق.
(6) شفه الوجد: هزل وانحل جسمه.
(7) انتصت: سكت سكوت مستمع.
(8) الناعس: الوسنان، الطرف: العين،
والمضنى: الذي أثقله المرض،
ومضناك: الذي أضنيته مما لحقه من الوله عليك.
(9) الألو: المنع والتقصير، أغراك: زيّنه له وحرّضه عليه.
(10) سرى: مشى في الليل، وأسا الجرح يأسوه: داواه.

شرح قصيدة نهج البرده


1-
ريمٌ عَــــــــــــلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
2-
رَمى القَضاءُ بِعَيْـــــــنَيْ جُؤذَرٍ أَسَداً
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
1-2: يبدأ شوقي قصيدته نهج البردة كما بدأ قبله كل من كعب بن زهير والإمام
البوصيري بالغزل، واعتاده الشعراء القدامى، مقتفيا نهجهم باتخاذ الغزل مطلعا
للقصيدة فتخيل محبوبته الظبي الجميل الذي يقف في أرض بين
أشجار البان والجبل، وهذا الظبي استحوذ على مشاعره
أكثر من منظرالغابة الجميلة ومنظر الجبل،
وهو هنا قد شغله جمال الظبي
ولم يبهره منظر الغابة الخضراء والأغصان الملتفة
والروابي أو الجبال، وأن هذا الجمال الذي بهره
كما لو كان قد سفك دمه
على الرغم من تحريم سفك الدماء
------------------------------------------
  3-                                                                                        
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفــــــــــــــسُ قائِلَةً
يا وَيْحَ جَنبِكَ بِالسَّهمِ المُصيبِ رُمي
4-
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَّهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِنـــدي غَيرُ ذي أَلَمِ
3-4: ويعبر شوقي عما أحسه عند رؤيته هذا الغزال
وقد ثبّت نظراته الرقيقة وصوبها نحوه فحدثته نفسه بأن القلب
قد أصيب بسهم تلك النظرات ولا يستطيع إنسان أن يخرجه من كبده.
وقد اختار الشاعر عضوا يصعب على الطب معالجته، ألا وهو الكبد
فكل عضو من جسم الإنسان يمكن معالجته ما عدا الكبد
فهو هنا يبين مدى الجرح الذي أصيب به
ولكن الشاعر كرجل كتم هذا الهوى وهذا الحب وأنكر وجوده تماما
لاعتقاده أن أي ألم يسببه المحبوب لا يمكن أن يؤثر في نفسه وقلبه
على الرغم من لوعته ومعاناته حبَّ هذه الأنثى
التي تضارع الغزال جمالاً وفتنةً.
---------------------------
5-
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ التِماسَ العُــذرِ في الشِيَمِ
6-
يا لائِمي في هَــــواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَمْ تَعذِلْ وَلَم تَلُمِ
5-6: فيوضح صفات المحب المثالي إذ يذكر أن الإنسان الكريمَ
سمْحَ الخلق لا يُعتبر كريما ولا سمْحا إلا إذا كان قادرا على التماس الأعذار للناس
وهذا هو الخلق الطيّب عند العرب، ولذا يطلب ممن يلومه ويؤنبه على أنه
قد أحبّ هذا الغزال أن يلتمس له العذر فلو مرّ بتجربته لما كان عاذِلاً.
-------------------------------
لَقَد أَنَلــــــــــتُكَ  غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
7: يخاطب لائمه ويقول له:
يا أيها اللائم أنني أنصت إليك حقاًّ،
ولكن هل أنت متأكد من أنني أسمع لما تقول وأعيه؟
إني قد أنلتك أذني ولكن قلبي بعيد عنك
لا يسمعك ولا يعي لومَك ولا عتابك
لِما هو فيه من الوجد منذ رؤية هذا الظبي.
----------------------
8-
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً
أَسهَرتَ مُضْناكَ في حِفظِ الهَوَى فَنَمِ
8: وبهذا يعود شوقي إلى الحبيبة ويظهر بعض صفاتها الجمالية،
فهي ناعسة الطرف، وسْنانة العينين، يدعو لها ألاّ تذوق الحبّ
الذي يثقل كاهل المحبّ ويعذّبه ويُضْنيه
كما أضناه هو وأرّقه،
ويدعو لمحبوبته
أن تنام هانئةً
قريرةَ العينيْن.



-------------------------------
9-
أَفديكَ إِلْفاً وَلا آلُو الخَيالَ فِدىً
أَغْراكَ باِلبُخلِ مَنْ أَغْراهُ بِالكَرَمِ
10-
سَرى فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسَا
وَرُبَّ فَضْلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ
9-10: ويريد شوقي أن يؤكّد لحبيبته أنه استطاع أن يعطيها كل ما حاك بخياله مِن حبّ وشفقة ورحمة على الرغم من أن حبيبتَه تبخل عليه بأقل القليل، ويلجأ شوقي للمقابلات بين البخل والكرم، وبين المنع وإطلاق الخيال، وبين السهر والنوم، وبين الوعي والصمم، لتأكيد المعنى المعبّر عن حالته النفسية في حُبّه، وعم حالة محبوبته بما فيها من تناقض بينه وبينها مسترجعاً ما سمع من آلام المحبّين وآهاتهم في العشق ورغبتهم الدائمة في وصل الحبيب، وشاعرنا لم ير هذا الحبي إلا عن بُعد، ولكن يأمل أن يراه في الحلم، وربما تكشف له الأحلام عن حقيقة هذا المحبوب.




قصيدة شعرية مع الشرح

نبذه عن الشاعر



أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك (1868[1] - 13 ديسمبر 1932 شاعر مصري يعد من أعظم شعراء العربية في جميع العصور حسبما ذكر ذلك في قاموسه الشهير (قاموس المورد) لقب بـ "أمير الشعراء".
ولد احمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب 1287 هـالموافق 16 أكتوبر 1868 لأب شركسي وأم من أصول يونانية[2]، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
وفاته:
ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في 13 جمادى الآخرة 1351 هـ / 14 أكتوبر 1932م.

    قصيدة نهج البرده  

1-
ريمٌ عَــــــــــــلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
2-
رَمى القَضاءُ بِعَيْـــــــنَيْ جُؤذَرٍ أَسَداً
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
3-
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفــــــــــــــسُ قائِلَةً
يا وَيْحَ جَنبِكَ بِالسَّهمِ المُصيبِ رُمي
4-
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَّهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِنـــدي غَيرُ ذي أَلَمِ
5-
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ التِماسَ العُــذرِ في الشِيَمِ
6-
يا لائِمي في هَــــواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَمْ تَعذِلْ وَلَم تَلُمِ
7-
لَقَد أَنَلــــــــــتُكَ أُذناً غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
8-
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً
أَسهَرتَ مُضْناكَ في حِفظِ الهَوَى فَنَمِ
9-
أَفديكَ إِلْفاً وَلا آلُو الخَيالَ فِدىً
أَغْراكَ باِلبُخلِ مَنْ أَغْراهُ بِالكَرَمِ
10-
سَرى فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسَا
وَرُبَّ فَضْلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ